×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

[المائدة: 24] وقالوا: إن موسى نسي ربه، وذهب يطلب ربه وهو موجود عندهم في صورة العجل الذي عبدوه من دون الله وقالوا: ﴿هَٰذَآ إِلَٰهُكُمۡ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ [طه: 88] موسى لم يعرف ربه وهم عرفوه أنه هذا العجل، فعكفوا عليه يعبدونه من دون الله، أفيستغرب منهم أن يقولوا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ما قالوا؟! النصارى غلوا في المسيح حتى رفعوه إلى منزلة الربوبية وجعلوه ابن الله أو هو الله أو ثالث ثلاثة ولا يزالون يرددون هذه المقالات في إذاعاتهم وفي كتاباتهم لا يزالون يرددونها متمسكين بها، اليهود قتلوا الأنبياء قتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام وهموا بقتل عيسى فرفعه الله من بينهم ولم يصلوا إليه بسوء حاولوا قتل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسحروه فهم قتلة الأنبياء﴿قُلۡ فَلِمَ تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ  [البقرة: 91] أيستغرب على هؤلاء أنهم سخروا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟! وهم قد سخروا من أنبياءهم الذين يزعمون أنهم يؤمنون بهم؟!

إذًا فلا نستغرب هذا منهم إنما هذا جزء من حقدهم وبغضهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمته ولكن الله جل وعلا سيغيظهم ويرد كيدهم في نحورهم، ويكون ذلك عذابًا ووبالاً عليهم أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه في عز وفي منعة وفي منزلة عند الله عالية وعند المسلمين وعند العقلاء من العالم أيضًا يقدرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعرفون له فضله ومكانته، فلا يضيره أن فعل هؤلاء ما فعلوا لكن على المسلمين أن يعرفوا عدوهم وأن يعلموا أن هذا غيض من فيض مما عندهم ﴿وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ [آل عمران: 118] فعلينا جميعًا ألا نستغرب ما صدر منهم وهم قد صدر منهم مع الله جل وعلا ومع أنبياءهم ما صدر مما ذكره الله سبحانه وتعالى ومما هو


الشرح