فهي راعية في بيتها مسؤولة عن رعيتها فهي سيدة
في بيتها معززة مكرمة وهي أساس الأسرة الكريمة، فكل بيت ملتزم وكل بيت محتشم، وكل
بيت شريف فإنه يقوم على امرأة طيبة تربي فيه وهذا أجل عمل تقوم به المرأة وهو
اللائق بها وهو الذي لا يتنافى مع كرامتها ومنزلتها أما أنها تخرج إلى الوظائف
والاختلاط بالرجال وتسافر وحدها فهذا تعريض لها للفتنة وتحميل لها ما لا تتحمله
لأنها امرأة ضعيفة ليست كالرجل، والله جل وعلا يقول: ﴿وَلَيۡسَ ٱلذَّكَرُ
كَٱلۡأُنثَىٰۖ﴾ [آل عمران: 36] فالله فاوت بين الرجال والنساء وجعل لكل من الصنفين عملاً
يليق به فإذا تخلى عن عمله وأخذ عمل الآخر ضاع المجتمع وفشلت الأعمال، هؤلاء الذين
ينادون بتوظيف النساء وأن يتخلين عن الأعمال في بيوتهن ماذا يكون مصير البيت؟ ماذا
يكون مصير الأطفال الذين يرمون في الحضانات وفي دور الرعاية ودور التربية
الاجتماعية كما يسمونها؟ ماذا ينشأ الأطفال إذا رباهم غير أمهم وغير والدهم وإنما
يربون في دور التربية كأنهم أيتام أو كأنهم لقطاء ليس لهم آباء شرعيون هذا شيء لا
يقره عقل ولا دين. من يقوم بأعمال البيت إذا جاء الرجل وجاء الرجال إلى بيتهم ولم
يجدوا في البيت ما يوجد في البيوت التي يقوم عليها نساء طيبات لا يجدون طعامًا ولا
شرابًا ولا مأوى ولا سكنًا كأنها بيوت عُزَّابٍ فتنهدم البيوت بهذا الأمر، ثم أليس
هم يستقدمون من النساء والخديمات أكثر من نسائهم ولا يقمن بعمل الأمهات لو تأتي
بعشر خادمات ما تقوم بعمل راعية البيت وأم الأطفال أبدًا ولو قامت بشيء فليس في
قلبها شفقة ولا رحمة ولا حنان على أهل البيت مع ما يترتب على ذلك من الفساد
والشرور من جلب النساء الأجنبيات والخديمات
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد