×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 كالببغاوات ولا ينكرون في أن هذه الأصوات ضدهم وأنها تطعن في نحورهم وفي مجتمعهم أفلا يتقون الله. ألا يرجعون إلى عقولهم. ألا يرجعون إلى تفكيرهم. لأنهم يزعمون أنهم مفكرون وأنهم مثقفون، أين الثقافة؟ وأين الفكر؟ إنها ثقافة متعفنة وفكر منحرف فعلى هؤلاء أن يتوبوا إلى الله وأن يرجعوا إلى صوابهم وأن يكونوا دعاةً للخير بدلاً من أن يكونوا دعاةً للشر، أيضًا ينادون بإزالة الفوارق بين الرجال والنساء في المجالس وفي المكاتب، وفي الانتخابات، وفي المجالس البلدية، وفي الغرف التجارية وغيرها أن تكون المرأة إلى جنب الرجل سافرةً عن فتنتها وعن زينتها متبرجةً ينادون بهذا لأنهم يعلمون أن هذا سلاح فتاك في المجتمع فالله حرم الاختلاط ولذلك حتى في مواطن العبادة المرأة إذا صلت مع الرجال تكون خلفهم ولو كانت وحدها ولا تصف مع الرجال لما في ذلك من الفتنة فإذا كان هذا في موطن العبادة فكيف بموطن العمل وكيف بالاختلاط إذا كان في موطن العبادة ومع رجال صالحين يعبدون الله ويذكرون الله، أمرت ألا تختلط بهم بل تكون خلفهم فكيف بمخالطتها لرجال ليسوا على هذا المستوى من الدين والعقل وليسوا على مستوى من الورع والمرأة فاتنة حتى لأتقى الناس، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ»  ([1])، ويقول صلى الله عليه وسلم: «فَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»  ([2])، فالأتقياء عليهم خطر فكيف بمن دونهم من ضعاف الإيمان إذا اختلطت بهم وخلت معهم في المكاتب أو غيرها أما يتقون الله سبحانه وتعالى،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4808)، ومسلم رقم (2741).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2742).