شؤونها؛ لأنها مطمع للفساق ومحط للأنظار وهي
ضعيفة، وهي أيضًا تتفاعل وقد يغريها الشيطان فلابد من حارس يحرسها وهو وليها
ومحرمها الذي يسافر معها لا يحل لها بمعنى أن هذا حرام عليها أن تسافر إذا كانت
تؤمن بالله واليوم الآخر أي تخاف من الله عز وجل وتؤمن بلقائه، فإنها لا تسافر
بدون محرم، وإن زين لها شياطين الإنس والجن السفر بدون محرم، فالواجب عليها أن
تخاف الله والدار الآخرة وألا تسافر إلا ومعها ذو محرم.
ومن ذلك أنه حرم الخلوة خلوة الرجل بالمرأة التي ليست من محارمه ولا تحل
له، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا خَلاَ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلاَّ كَان
ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ» ([1])، سواء كانت الخلوة في منزل أو في مكتب أو في غرفة الطبيب، أو كانت الخلوة
في سفر أو في أي مكان في بر أو بحر أو كانت الخلوة في السيارة بأن تركب مع أجنبي،
يعني غير محرم لها وليس معهما أحد فإن هذه كلها من أنواع الخلوة المحرمة فلا يجوز
للمرأة أن تخلو مع رجل ليس من محارمها ولا تحل له خشية أن تقع في الفتنة لأن
الشيطان حاضر ويزين لهما الوقوع في الفاحشة حيث يظنان ألا أحد يراهما وألا أحد
يدري عنهما.
ومن ذلك أن الله سبحانه وتعالى أمر المرأة أن تحتجب عن الرجال بأن تستر جسمها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها لما في ذلك من الفتنة، قال تعالى: ﴿وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ﴾ [النور: 31] إلى آخر الآية
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2165)، والنسائي في « الكبرى » رقم (9225)، والحاكم رقم (387).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد