أو على هوى، فالواجب على الإنسان أن يستبرئ لدينه وعرضه وألا يفتح لنفسه باب التساهل أو أن يحمل الناس مسؤوليته ويقول هذا في ذمة فلان وفلان أفتى بكذا وفلان قال كذا ما تبرأ الذمة بهذا. إلا بأن ترجع إلى الضوابط التي وضعها الله ورسوله إذا كنت تريد النجاة لنفسك، أما إذا كنت تريد الطمع ولا تسأل عن الطريق فأنت وما اخترت لنفسك والله المستعان وإليه المرد وعنده الحساب سبحانه وتعالى فأمور الحلال والحرام وأمور المكاسب أمور مهمة وأمور خطرة يجب على المسلم أن يتفقه فيها وألا يقدم إلا على شيء تطمئن إليه نفسه ويرتاح له قلبه، وأما ما تنفر منه النفس أو لا يقتنع به القلب فإن المسلم يتجنبه، قال صلى الله عليه وسلم: «الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالإِْثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ» ([1])، أما الذي يتبع هواه ويريد المال من أي طريق فهذا هو الذي ضيع نفسه، وافرض أنه حصل على أموال كثيرة فإنها تكون وبالاً عليه عاجلاً وآجلاً فهو يتعب في تحصيلها ويتحمل حسابها عند الله سبحانه وتعالى، وفي الأثر ((فإن ما قل وكفى خير مِمَّا كثر وألهى))، حتى الحلال إذا ألهاك عن طاعة الله فإنه لا يجوز لك، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9] وليس الغرض من جمع المال أن الإنسان يصبح ثريًا وعنده أرصدة بل الغرض من تحصيل المال أولاً: أن ينظر في وصوله إليه هل هو من طريق سليم أو من طريق غير سليم؟ فينظر في الطرق طرق التحصيل. ثانيًا: إذا حصل عليه فإنه يستعمله في طاعة الله سبحانه وتعالى في منافعه وما أباح الله له وفي طاعة الله بأن يخرج زكاته وأن ينفق على من تجب نفقته عليه وأن
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2553).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد