والعباد فإنه إذا صور العظماء احتفاءً بذكراهم ونصبت صورهم على الجدران أو في المنازل أو في المكاتب، فإن ذلك وسيلة إلى الشرك ولو على المدى البعيد وهي ما علقت إلا تعظيمًا لها وهذا التعظيم نوع من العبادة وهو مبدأ لعبادتها وما وقع قوم نوح في الشرك إلا بسبب ذلك لما مات جماعة من علمائهم وصلحائهم وحزنوا عليهم جاءهم الشيطان فقال: صوروا صورهم وانصبوها على مجالسهم حتى إذا رأيتموها تتذكرون أحوالهم فتنشطوا على العبادة ففعلوا ذلك ولم تعبد ثم لما مات الجيل الذي فيه العلماء وفيه أهل التوحيد لما ماتوا وجاء جيل من الجهال ونسخ العلم أو نسي العلم بموت العلماء جاء الشيطان إلى ذلك الجيل فقال: إن آباءكم ما نصبوا هذه الصور إلا ليعبدوها من دون الله وبها كانوا يسقون المطر فعبدوها من دون الله، ومن ذلك الوقت حدث الشرك في الأرض فبعث الله نبيه نوحًا ينهاهم عن الشرك ويأمرهم بتوحيد الله سبحانه وتعالى لكنهم أبوا وأصروا على الشرك ﴿وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّٗا وَلَا سُوَاعٗا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسۡرٗا﴾ [نوح: 23] هذه أسماء رجال صالحين في قوم نوح، صوروهم ثم علقوا صورهم ثم آل الأمر إلى أن عبدوها من دون الله بإيحاء من الشيطان فهذا هو أعظم المحذور من تعليق الصور من صناعة الصور وتعليقها سواء في البيوت أو في غيرها، ولهذا لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل بيت عائشة رضي الله عنها رأى نمرقةً معلقةً بالجدار -أي ستارةً- وفيها تصاوير فتلون وجهه صلى الله عليه وسلم من الغضب وأبى أن يدخل البيت حتى أزيلت الصور فدخل صلى الله عليه وسلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: «لاَ تَدْخُلُ الْمَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ» ([1])، ولهذا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3225) ومسلم رقم (2106).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد