×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

أمر صلى الله عليه وسلم بطمس الصور وإتلافها قال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لاَ تَدَعَ صورة إِلاَّ طَمَسْتَهَا، وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ»  ([1])، فأمر بطمس الصور وأمر بإخلاء البيوت منها لأنها تمنع دخول ملائكة الرحمن وحينئذ يدخلها الشياطين فعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا الأمر، خصوصًا الذين افتتنوا بالصور وادخروها عندهم للذكريات ونحوها فإن هذا أمر محرم ولا يجوز أن تبقى في البيوت، فعليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وأن يتلفوها ويخرجوها من بيوتهم وصناديقهم ومن على طاولاتهم سواء كانت مرسومةً باليد أو بالالتقاط بالآلة الفوتوغرافية أو منحوتةً وهذا أشد وهي الصور المجسمة فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى ولا يغتر بمن يفعل ذلك والله جل وعلا يقول: ﴿وَإِن تُطِعۡ أَكۡثَرَ مَن فِي ٱلۡأَرۡضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّ وَإِنۡ هُمۡ إِلَّا يَخۡرُصُونَ [الأنعام: 116] ولو تساهل الناس أو تجاهل الناس، فإن هذا ليس عذرًا للمسلم في أن يبريء ذمته من هذا الإثم العظيم ويطهر بيته من هذه الصور، وأشد تلك المحاذير أو من أشدها أن الصور أصبحت فاتنةً، وذلك بتصوير النساء وهن سافرات وهذا مما يسبب الفتنة ويوقع الفحشاء، والنظر إليها حرام لأنها تزرع الشهوة في القلب، وهذا هو غرض أهل الضلال من نشر صور النساء، والدعوة إليها يريدون بذلك فتنة الناس وإيقاع شبابهم وذوي الشهوة منهم، ودعوتهم إلى الوقوع في الفاحشة من خلال هذه الصور التي تكون على ورق، صور النساء التي تكون على ورق، وصور النساء التي تكون في الشاشة وصور النساء التي تكون في الانترنت كل ذلك دعوة إلى فساد الأخلاق فعلى المسلم أن يحذر منها، وأن يُحذر


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (969).