×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 الأعمى لشيوخهم وقادتهم الذين هم طواغيت يقودونهم إلى جهنم؛ من أجل أن يعظموهم ويمدحوهم؛ أو من أجل أن يأكلوا أموالهم ويترأسوا عليهم، أو يأخذوا عقيدتهم عن القصص والحكايات الكاذبة التي يتناقلونها فيما بينهم وأن القبر الفلاني والولي الفلاني ينفع ويضر وأنه يساعد من أتاه وأنه يحمي من لجأ إليه إلى غير ذلك أو يبتدعوا بدعًا ما شرعها الله ولا رسوله ويتقربوا إلى الله بها، فالحذر الحذر من هؤلاء لأنهم كثيرون، بل ربما يزعمون أنهم يمثلون العالم الإسلامي اليوم إلا من رحم الله عز وجل، فعلى المسلم أن يكون على بصيرة وألا ينخدع بالتمويهات والترهات والأباطيل والدعايات المضلة وأن ينظر في أعمال الناس ويزنها، ينظر في أعمال الناس وأقوالهم وعقائدهم ويزنها بميزان الكتاب والسنة، فما وافق الكتاب والسنة فهو صحيح ومقبول وما خالف الكتاب والسنة فهو مردود ومرفوض ولا ينفع عند الله عز وجل مهما كثر أهله ومهما أتعبوا أنفسهم ومهما زينوه وزوروه وزوقوه بالدعايات المضلة والأهواء الباطلة فإنه باطل والباطل لا يكون حقًا أبدًا ﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٞۚ وَلَكُمُ ٱلۡوَيۡلُ مِمَّا تَصِفُونَ [الأنبياء: 18] ﴿وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا [الإسراء: 81].

عباد الله، ومن أخطر ما يكون على الدين وإفساد العقيدة الكهان الذين يدعون علم الغيب وينتشرون بين الناس باسم المعالجين والأطباء وأصحاب الرقى وغير ذلك فيضلون الناس ويذهب إليهم الناس للعلاج وطلب الشفاء بحجة أنهم يعالجون وهم في الحقيقة كهنة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا وَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم »  ([1])،


الشرح

([1])  أخرجه: الطيالسي رقم (381)، والطبراني في « الأوسط » رقم (6670).