×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

والسنة ونبذ البدع والمحدثات في الدين فإن البدع شرها عظيم وخطرها وبيل فلذلك حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم غاية التحذير فقال: «وَإِيَّاكُمْ» هذا تحذير: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])، كل بدعة ضلالة وإن كان صاحبها يرى أنها عبادة وأنها تقربه إلى الله، فليس العبرة برأيه ولا بهواه، وإنما العبرة بما وافق الدليل من كتاب وسنة، هذه هي العبرة أما أن تكون نيته حسنةً وأن يرى أن هذا خيرًا فهذا كله لا يدل على حق، إنما يكون الحق باتباع الكتاب والسنة في كل وقت وفي كل زمان ﴿وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚلا يستقيم إقامة الدين مع التفرق والاختلاف والتنازع والتشتت في الآراء والأفهام في دين الله عز وجل ولا يتساهل يا عباد الله، لا يتساهل بالبدع ويقال هذه بدعة صغيرة هذه بدعة سهلة هذه فيها خير، وهكذا فإنه لا يتساهل في البدع أبدًا فالبدعة الصغيرة تكبر وتعظم وفيها فتح باب للشر، فيجب تجنب البدع كبيرها وصغيرها وإن كان عليها من عليها من الناس ما دامت ليس دليل من كتاب الله ومن سنة رسوله فإنها شر وبال ومن اتبعها وأخذ بها فهو مبتدع ومن تركها فهو صاحب سنة وصاحب اتباع وإن مما يبتدع في هذا الوقت ما فشي عند كثير من الشباب في آخر العام فإنهم يوصون بأشياء مبتدعة يقولون أكثروا من الاستغفار في آخر العام. يقولون تصدقوا في آخر العام، اختموا العام بالصيام. صوموا آخر يوم من شهر ذي الحجة لأنه ختام العام وكل هذا من البدع المحدثة التي ما أنزل الله بها من سلطان يهني بعضهم بعضًا بالعام الجديد، وهذا لا أصل له، التهنئة بالعام الهجري لا أصل لها في الإسلام ولم يكن ذلك من عمل


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).