×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

عليه العمل إلى يومنا هذا فلا يجوز للمسلمين أن يأخذوا بالتاريخ الميلادي؛ لأن هذا من التشبه باليهود والنصارى ونحن قد نهينا من التشبه بهم؛ ولأن هذا التاريخ كان موجودًا في عهد الصحابة فلماذا عدلوا عنه وأخذوا بالتاريخ الهجري؟ إلا من أجل تجنب مشابهة أهل الكتاب. فلا يجوز لنا أن نؤرخ بتاريخ أهل الكتاب التاريخ الميلادي ونترك التاريخ الهجري الذي هو من عمل الخلفاء الراشدين الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي» ([1])، وانظروا رحمكم الله إلى أن الصحابة لم يؤرخوا بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجعلوا تاريخ المسلمين يبدأ من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم لأن في هذا تشبهًا بالنصارى الذين غلوا في المسيح ابن مريم وجعلوا التأريخ يوم مولده وفقًا للبدع والمحدثات والغلو بعيسى عليه السلام ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([2])، فلذلك تجنبوا أن يؤرخوا بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم كما أرخت النصارى بمولد المسيح تجنبًا للتشبه الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن التاريخ الهجري من أجل الذكريات كما يفهم بعض الجهال ليس من أجل الذكريات ليس لأجل ذكرى الهجرة ولذلك يقيمون احتفالات بمناسبة الهجرة ويتكلمون ويخطبون ويقولون هذا من الابتداع في الدين لم يجعل التاريخ الهجري من أجل إحياء الذكريات وإنما جعل لحاجة المسلمين إلى معرفة مواقيت معاملاتهم وخطاباتهم هذا هو الذي قصده صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتقوا


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3261).