×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 على مهنة أبيه إن كان تاجرًا يشتغل بالتجارة، وإن كان مزارعًا يشتغل بالزراعة وإن كان صانعًا حدادًا يشتغل في الحدادة وإن كان نجارًا يشتغل في النجارة، حتى إذا عجز والده أو مات يكون هو قد تأمن بالمهنة واستغنى، واستقل عن الناس فيغني نفسه ويغني من تحت يده، أما ما يفعله كثير من الآباء الآن يملئون جيوب أولادهم ويشترون لهم السيارات الفارهة، ويؤمنون لهم المآكل في البيوت من كل صنف ومن كل نوع، ولا يدربونهم على العمل وعلى طلب الرزق فهذا إهمال وأي إهمال وهذه تنشئة وتربية بهيمية، تزيد الأولاد شرًا وجهالةً، ألم تستمعوا إلى قول الله تعالى: ﴿وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ [النساء: 6]، ابتلوهم يعني اختبروهم بالبيع والشراء قبل أن يبلغوا، وهم يتامى قبل أن يبلغوا، وليه يدربه على البيع والشراء والتجارة، لينظر هل ينجح حتى إذا بلغ يسلم له أمواله أو لا ينجح فيستمر على الحجر عليه لئلا يضيع أمواله وليس هذا خاصًا باليتامى بل سائر الأولاد من باب أولى أن والدهم يدربهم، يدربهم على العمل قبل البلوغ حتى إذا بلغوا يكونوا على جادة صحيحة في طلب الرزق، طلب الكسب، ألم تروا إلى كثير من الأولاد الآن يسيبون في الشوارع ويلعبون بالسيارات، ويؤذون الناس في بيوتهم وفي طرقاتهم، ألم تروا فريقًا منهم يسرقون ويسطون على البيوت وعلى الدكاكين كل هذا من سوء التربية؛ ولأن الأولاد بحاجة إلى النقود فلا يجدون طريقًا إلا السرقة والنهب والسلب، كل هذا من سوء التربية.

فاتقوا الله في أولادكم، لا نقول إن تربية الأولاد أمر سهل، هي أمر صعب ويحتاج إلى الاستعانة بالله والصبر والاحتساب، وما هي 


الشرح