إلا
مدة يسيرة، ويكبر الولد فيستقل بنفسه رشيدًا عاقلاً عالمًا تقيًا بسبب التربية
الصالحة فلاحظوا أولادكم، بعض الناس يقول الصلاح بيد الله، إذا قلت له لماذا تترك
ولدك أصبح سُبَّةً عليك عند الناس؟ يقول الصلاح بيد الله. نقول نعم، الصلاح بيد
الله: ﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن
يَشَآءُۚ﴾
[القصص: 56]، ولكن الصلاح له أسباب أنت مأمور بفعل السبب، وإذا فعلت السبب فالله
جل وعلا لا يضيع عملك وسيعينك، فالأمور لها أسباب، لماذا إذًا تخرج لطلب الرزق؟
لماذا لم تجلس في بيتك وتقول الأرزاق تأتي من الله ولا تكتسب ولا تبيع ولا تشتري
ولا تخرج؟ لماذا لا تترك السبب في طلب الرزق وتجلس في بيتك؟ علمت أن التجارة
والرزق لا يحصلان إلا بسبب، إذًا الصلاح لا يحصل إلا بسبب فعليك بتقوى الله عز وجل
وعليك بفعل الأسباب، والنتائج بيد الله سبحانه وتعالى والله لا يضيع أجر من أحسن
عملا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ﴾ [النحل: 128]، أما إذا أهملت وضيعت؛ فإن الله
يعاقبك على فعلك ويجعل أولادك حسرةً عليك: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ
ٱلدُّنۡيَا﴾
[التوبة: 55]، فهم عذاب يصبحون عذابًا على آبائهم إذا ضيعوهم وأهملوهم، خصوصًا يا
عباد الله وأننا في زمان لا كالأزمان السابقة في زمان تستوعب فيه الفتن والشرور
وأتتنا من كل صوب، ودخلت علينا في بيوتنا بالفضائيات والإنترنت والصور الماجنة
والمشاهد الخليعة، والأسواق ملآى بهذه الأمور والسيارات ملآى والمقاهي والاستراحات
وكل مكان، فكيف تضيع أولادك في هذه الأجواء الخطيرة وتنام ملء عينيك ولا تدري أين
يذهب أولادك؟ بل ربما أن بعض الآباء يفرح بذهابهم لأجل أن يستريح في منامه، وينام
ولا يسأل عنهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد