فاتقوا الله عباد الله، اتقوا الله في أولادكم واعلموا أنهم ابتلاء
وامتحان، أنهم ابتلاء وامتحان لكم هل تنجحون في امتحانكم معهم أو تخفقون؟ ولا حول
ولا قوة إلا بالله، إن الله سبحانه وتعالى أمركم على القيام على أولادكم إلى أن
يبلغوا الرشد عاقلين راشدين، فيستغنوا عنكم ويغنيكم الله بهم إذا احتجتم، يغنيكم
الله بهم كما أنكم قمتم عليهم في الصغر، يقومون عليكم في الكبر، إذا صلحوا: ﴿وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا
كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا﴾ [الإسراء: 24]، فهذه مسؤولية عظيمة النبي صلى الله عليه وسلم كان يهتم
بالشباب: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ
فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ
وِجَاءٌ» ([1])، هكذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب لعلمه بخطر مرحلة الشباب
وقال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس -وكان صغيرًا-: «يَا غُلاَمُ،
إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ؛ احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ
تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ
بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ
الْكَرْبِ، وَأَنَّ لِكُلِّ عُسْرٍ يُسْرًا» ([2])، كلمات يوجهها النبي صلى الله عليه وسلم إلى غلام صغير لتنغرس في قلبه،
وقال صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة وكان صغيرًا في حجره صلى الله عليه وسلم
لأنه قد تزوج أمه أم سلمة فلما حضر الأكل قال: «يَا غُلاَمُ، سَمِّ اللهَ،
وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» ([3])، فكانت كلمات طيبات في نفس هذا الصبي نشأ عليها فهكذا يكون كما قال
الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا *** على ما كان عوده أبوه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4778)، ومسلم رقم (1400).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد