قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ
ذُرِّيَّتَهُمۡ وَمَآ أَلَتۡنَٰهُم مِّنۡ عَمَلِهِم مِّن شَيۡءٖۚ كُلُّ ٱمۡرِيِٕۢ
بِمَا كَسَبَ رَهِينٞ﴾ [الطور: 21].
وكذلك من الفتن العظيمة فتنة الكفار، فإن الكفار فتنة على المسلمين قال جل وعلا: ﴿وَجَعَلۡنَا
بَعۡضَكُمۡ لِبَعۡضٖ فِتۡنَةً أَتَصۡبِرُونَۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرٗا﴾ [الفرقان: 20]، فالكفار
فتنة على المسلمين يريدون أن يغيروا دينهم وأن يزحزحوهم عن دينهم، وأن يبدلوهم
بدين الإسلام دين الكفر، وأن يبدلوهم باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم اتباع
الطواغيت والكفرة والملحدين، كما هو واقع الآن من محاولة الكفار بصرف المسلمين عن
دينهم بشتى الوسائل، فعلى المسلمين أن يصبروا قال الله جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰٓ
أَعۡقَٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ١٤٩
بَلِ ٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلنَّٰصِرِينَ ١٥٠﴾ [آل عمران: 149، 150]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ
لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ
أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُواْ وَٱصۡفَحُواْ
حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦٓۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ
قَدِيرٞ ١٠٩ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَمَا
تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ
بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ١١٠﴾ [البقرة: 109، 110]، فعلى المسلمين أن يثبتوا على دينهم وأن لا يتنازلوا
عن شيء منه طاعة للكفار، إن الله سبحانه وتعالى حذرنا من اليهود والنصارى فقال: ﴿وَلَن تَرۡضَىٰ عَنكَ ٱلۡيَهُودُ
وَلَا ٱلنَّصَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمۡۗ﴾ [البقرة: 120]، والكفار عمومًا من يهود أو نصارى
أو وثنيين أو ملاحدة كلهم ضد المسلمين، فعلينا أن نحذر منهم وأن نثبت على ديننا
وأن نصبر عليه ولا نلتفت لإرجاف المرجفين ولا نلتفت لترويع المنافقين علينا أن
نثبت على ديننا حتى نلقى الله سبحانه وتعالى غير مبدلين ولا مغيرين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد