×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثامن

 تختلف أضلاعه، ويُفْتَح له باب إلى النار فيأتيه من سموها وحرها ولا يزال كذلك في حفرة من حفر النار حتى يبعثه الله يوم القيامة.

فاتقوا الله عباد الله فإن هذا الأجل قريب، وإن الحساب شديد، وإن الموعد الجنة أو النار، فاتقوا الله وفكروا لأنفسكم ما دمتم في زمن الإمكان ولا تشغلكم الدنيا، فإن الله حذركم منها، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمٗا لَّا يَجۡزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيۡ‍ًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ [لقمان: 33]، لا تغرنكم الدنيا بزخرفها وزينتها ولا يغرنكم بالله الغرور وهو الشيطان الذي يريد لكم الشر ويريد لكم النار ولا يريد لكم الخير أبدًا، فاتقوا الله ولا تغتروا بالدنيا ولا تغتروا بالشيطان وأنتم عقلاء ومفكرون وتعرفون ما ينفعكم ويضركم، ثم اعلموا عباد الله أن العمل الصالح لا يكلف المسلم شيئًا، بل هو يسير على من يسره الله عليه وإنما يصعب العمل الصالح على أهل الشقاوة، أما أهل الطاعة فإن العمل الصالح هو قرة أعينهم وراحة نفوسهم ولا يرتاحون إلا بالعمل الصالح والعمل متنوع منه ما يكون على اللسان وذلك بذكر الله والإكثار من ذكره بالتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار وغير ذلك وهذا بإمكان الإنسان أن يأتي به في كل أحواله قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا وراكبًا وماشيًا، وعلى أي حال ما عدا الأحوال التي نهي عن ذكر الله فيها ويكون العمل الصالح على القلب وذلك بالتفكر في آيات الله والتذكر والاتعاظ ويكون بخشية الله والخوف من الله ومحبة الله وغير ذلك من أعمال القلوب، ويكون العمل الصالح على الجوارح وذلك كالصلاة والصيام والجهاد في سبيل الله عز وجل والأمر بالمعروف


الشرح