لأنَّ السَّفينة
بمثابة الحجرة، يقف فيها الإنسان يقوم ويقعد ويمشي بمثابة الحجرة.
كذلك الطائرة في
الجو، فيصلِّي فيها، إلاَّ إذا خشي من الوقوف أو اجتمع النَّاس يصلون في ناحية
الطَّائرة ويخشى أنَّها يختل توازنها، فإنَّه يصلِّي كلٌّ في مكانه ولا يجتمعون في
ناحية واحدة من الطَّائرة، وإن تمكنوا من الصَّلاة قائمين يصلون قائمين، وإنَّ لم
يتمكنوا صلوا جالسين، وهذا من تيسير الله عز وجل، قال تعالى: ﴿لَا
يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ﴾ [البقرة: 286] قال جل وعلا: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ﴾ [التغابن: 16] وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا
أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» «[1])، ولا تُؤَخَّر الصلاة عن
وقتها؛ بل لا بدَّ أنَّ تصلى في وقتها، وإن احتاج إلى الجمع - يجمع بين الصَّلاتين
الظهر والعصر، والمغرب والعشاء - فلا بأس.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7288)، ومسلم رقم (1337).
الصفحة 2 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد