بَابُ:
لُبْثِ الإِْمَامِ بِالرِّجَالِ قَلِيلاً
لِيَخْرُجَ
مَنْ صَلَّى مَعَهُ مِنَ النِّسَاءِ
عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا
سَلَّمَ قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَيَمْكُثُ فِي مَكَانِهِ
يَسِيرًا قَبْلَ أَنْ يَقُومَ»([1]).قَالَ: نَرَى -
وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنَّ ذَلِكَ كَانَ لِكَيْ يَنْصَرِفَ النِّسَاءُ، قَبْلَ
أَنْ يُدْرِكَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.
من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّه إذا
سلَّم من الصَّلاة وانصرف إلى أصحابه فإنَّه يتأخر قليلاً عن الانصراف، فلا ينصرف
حتى تخرج النِّساء؛ لأجل أن لا تختلط مع الرجال؛ لأنَّ النِّساء كنَّ يصلين مع الرسول
صلى الله عليه وسلم في الصفوف المتأخرة، ويعطيهن صلى الله عليه وسلم الفرصة من أجل
أن ينصرفن ويخلين الطريق للرجال.
فهذا فيه: منع الاختلاط بين
الرِّجال والنَّساء في الطرقات وفي المسجد، فكيف يختلطن مع الرجال في مقاعد
الدراسة وغير ذلك مما ينادي به المستغربون؛ يريدون أن يقضوا على هذه السُّنَّة
العظيمة التي ثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يريدون أن يكسروا الحواجز بين
الرجال والنَّساء، وهذا لا شك أنَّه دعوة إلى الفتنة، وتغريب للمجتمع، مجتمع
المسلمين.
هذا واضح ففيه أن
النِّساء يبادرن بالانصراف بعد السَّلام، ولا يمكثن للذِّكر بعد الصَّلاة؛ بل
يبادرن بالانصراف حتَّى يخلين الطُّرقات للرجال.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (837).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد