بَابُ:
الْبُكَاءِ فِي الصَّلاَةِ مِنْ خَشْيَةِ الله تَعَالَى
البكاء في
الصلاة من خشية الله
َالَ الله تَعَالَى: ﴿إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُ ٱلرَّحۡمَٰنِ خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَبُكِيّٗا۩﴾[مَريَم: 58].
ما زال الشيخ رحمه
الله في معرض بيان ما يجوز في الصَّلاة، ومن ذلك: البكاء من خشية الله عز وجل،
أمَّا البكاء من غير خشية الله، هذا يخل في الصَّلاة لو بكى بسبب تذكر شيء خارج عن
الصَّلاة، مثل مصيبة نزلت به أو شيء مؤثر، هذا يخل بالصَّلاة، وإنَّما الذي لا يخل
بالصلاة هو البكاء من خشية الله؛ لأنَّ هذا يدل على الخشوع، وعلى حضور القلب مع
الله - فهو من تمام الصَّلاة، أو أثرٌ من آثار إتمام الصَّلاة.
هذه الآية في وصف
النبيين: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ
مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنۡ حَمَلۡنَا مَعَ نُوحٖ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡرَٰٓءِيلَ وَمِمَّنۡ هَدَيۡنَا
وَٱجۡتَبَيۡنَآۚ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُ ٱلرَّحۡمَٰنِ خَرُّواْۤ
سُجَّدٗاۤ وَبُكِيّٗا۩﴾ هذا محل الشاهد،
والشَّاهد في قوله: ﴿و وَبُكِيّٗا۩ ﴾، ﴿تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُ ٱلرَّحۡمَٰنِ﴾ في الصَّلاة وفي
غيرها.
فالبكاء من خشية
الله مرغوب فيه في الصَّلاة وفي غير الصَّلاة، ولو حصل في الصَّلاة فإنَّه لا يخل
بها؛ بل هو من تمامها.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد