بَابُ:
تَنْزِيهِ قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ عَمَّا يُلْهِي الْمُصَلِّي
عَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ قَدْ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا،
فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمِيطِي قِرَامَكِ هَذَا عَنِّي،
فَإِنَّهُ لاَ تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلاَتِي» ([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ.
مقصود الصَّلاة: الإقبال على الله
- بالقلب والوجه، هذا هو المقصود من الصَّلاة، ليس المقصود من الصَّلاة الشَّكل،
القيام والرُّكوع والسُّجود فقط، إنما الإقبال على الله، والخشوع في الصلاة. ﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
١ ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1- 2]، ﴿وَإِنَّهَا
لَكَبِيرَةٌ﴾ أي: الصلاة شاقة ﴿إِلَّا
عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ﴾ [البقرة: 45]، الخشوع يسهل
الصَّلاة، وأمَّا عدم الخشوع فإنَّه يثقلها، تكون ثقيلةً على غير الخاشعين، ولذلك
كلّ ما يصرف إقبال المصلي على ربِّه في صلاته فإنَّه منهيٌ عنه، ومن ذلك الكتابات
والنقوش والزخارف والملصقات في المساجد، كلّ ما يكون في قبلة المصلي مما يشغله
فإنه منهيٌّ عنه.
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كان من عادته أنَّه يصلِّي في بيته صلاة النوافل وقيام اللَّيل، يصليها في بيته، وكانت عائشة رضي الله عنها سترت فتحةً في الجدار تُسمَّى السَّهوة، سترتها بساتر من قماش، وهذا السَّاتر فيه نقوش وتصاوير.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد