بَابُ:
السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ وَلُزُومِ الطُّمَأْنِينَةِ
فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالرَّفْعِ عَنْهُمَا
الطمأنينة ركن من أركان الصلاة، بدليل حديث
المسيء في صلاته، الذي جاء وصلى ثمَّ سلَّم على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فرد
النبي صلى الله عليه وسلم السلام عليه وقال له: «ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ
لَمْ تُصَلِّ» كررها ثلاث مرات، ويقول له صلى الله عليه وسلم: «ارْجِعْ
فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فقال: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ
نَبِيًّا لا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، فَعَلِّمْنِي، فعلمه النَّبِيّ صلى الله عليه
وسلم كيف يصلي. ومن ذلك: الطمأنينة حتى تعتدل حتى تطمئن جالسًا، حتى تعتدل قائمًا،
حتى تطمئن ساجدًا، كرر ذلك في كل ركن من أركان الصلاة.
فدل على: أن الطمأنينة ركن
ولو تركها لم تصح صلاته؛ لأن الرسول قال لهذا: «صَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»،
فمن ترك الطمأنينة، فصلاته غير صحيحة؛ لأنه ترك ركنًا.
ودل على: أن لا يعذر بجهل،
كما يقولون: ما عنده مَن يعلمه، ما دام يوجد من يعلم الناس فلا يُعذر الإنسان
بالجهل؛ بل الرسول ما عذره، قال له: «ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»،
قال: لا أحسن غير هذا، قال له: «صَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ»، فدل أنه:
لا يعذر بالجهل ما دام بإمكانه أن يتعلم، وبإمكانه أن يسأل، أما من يقول العذر
بالجهل في كل الأحوال، هذا ضلال وغلط.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد