بَابُ:
الْجِلْسَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ وَمَا يَقُولُ فِيهَا
عَنْ أَنَسٍ رضي
الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: «سَمِعَ
اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» قَامَ، حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ، ثُمَّ يَسْجُدُ
وَيَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ»([1]) رَوَاهُ
مُسْلِمٌ، وَفِي رِوَايَةٍ مُتَّفَقٍ عَلَيْهَا أَنَّ أَنَسًا قَالَ: «إِنِّي لاَ
آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ، كَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
يُصَلِّي بِنَا، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ انْتَصَبَ قَائِمًا،
حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ قَدْ نَسِيَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ
مَكَثَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ قَدْ نَسِيَ»([2]).
*****
خلصنا من السجود وصفاته وأعضائه وما يجوز
فيه.
الاعتدال من الركوع،
كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقوم من الركوع، ثم يبقى قائمًا بعد الاعتدال،
ويطيل القيام حتى يقول مَن خلفه: «قَدْ أَوْهَمَ»: يعني: نسي.
فدلَّ هذا على: أنه لا يكفي الرفع
من الركوع؛ بل لا بد من الاعتدال بعده، وأنه يطيل الاعتدال إطالة نسبية، لا أنه
إذا رفع ركع مباشرة ولم يقف معتدلاً، كما يفعله بعض الذين ينقرون الصلاة.
«قَامَ»: يعني: بعد الرفع من الركوع، ويطيل ذلك، ويقول فيه ما سبق: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى»([3]).
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد