×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابُ: مَا يَقُولُ إذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَإِذَا خَرَجَ مِنْهُ

وَعَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ قَالاَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ، وَكَذَا مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد، وَقَالَ: عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ أَوْ أَبِي أُسِيْدٍ بِالشَّكِّ.

 

من آداب المساجد أنَّه إذا أراد الدُّخول أو أراد الخروج أنَّه يأتي بذكر ودعاء عند ذلك.

هل الرواية عن الاثنين - أبي حميد وأبي أسيد - كما هو الظاهر، أو أن الرواية عن واحد مشكوك فيه منهما؟ الأمر في هذا سهل.

في الحديث: أنَّه إذا أراد الدُّخول يقول: «اللَّهُمَّ افْتَحْ لَي أَبْوَابَ رَحْمَتِك»، وإذا أراد الخروج يقول: «اللَّهُمَّ افْتَحْ لَي أَبْوَابَ فَضْلِك»، وذلك لأنَّ المساجد مواطن الرَّحمة، والأسواق مواطن الفضل، وهو الكسب والبيع والشراء: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ [الجمعة: 10] يعني: بالبيع والشِّراء.

فالخروج يناسب أن يقول: «افْتَحْ لَي أَبْوَابَ فَضْلِك» لأنَّ الأسواق محل فضل، وهو البيع والشِّراء والكسب، وعند الدُّخول يقول: «افْتَحْ لَي أَبْوَابَ رَحْمَتِك» لأنَّ المساجد مواطن الرَّحمة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (713).