×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابٌ جَامِعٌ فِيمَا تُصَانُ الْمَسَاجِدُ عَنْهُ

وَمَا أُبِيحَ فِيهَا

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ ضَالَّةً، فَلْيَقُلْ لَهُ: لاَ أَدَّاهَا اللَّهُ إِلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا»([1]).

 

  سبق في الأبواب الَّتي مرَّت ما يُقال في المساجد، وما يُفعل فيها مفصَّلاً.

وهذا الباب فيه إجمال لما سبق، ولهذا قال: «بَابٌ جَامِعٌ»: يعني: يجمع آداب المساجد، وهذا كلُّه يدلُّ على أهميَّة المساجد؛ لأنَّها بيوت الله عز وجل، موطن الصَّلاة والذِّكر: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ [النور: 36- 37] فهي بيوت الله، وهي أحبُّ البقاع إلى الله عز وجل، وهذه الآداب تدلُّ على أهميتها ومكانتها في الإسلام.

ومما تصان عنه المساجد: إنشاد الضالة، يعني: السؤال عن الدابة الضائعة.

الضالة: يراد بها الدابة الضائعة، وأمَّا غيرها من الضائعات فيسمى اللقطة. إنّما الضوال في الدواب.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (568).