بَابٌ
جَامِعٌ فِيمَا تُصَانُ الْمَسَاجِدُ عَنْهُ
وَمَا
أُبِيحَ فِيهَا
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
سَمِعَ رَجُلاً يَنْشُدُ فِي الْمَسْجِدِ ضَالَّةً، فَلْيَقُلْ لَهُ: لاَ
أَدَّاهَا اللَّهُ إِلَيْكَ، فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا»([1]).
سبق في الأبواب الَّتي مرَّت ما يُقال في
المساجد، وما يُفعل فيها مفصَّلاً.
وهذا الباب فيه
إجمال لما سبق، ولهذا قال: «بَابٌ جَامِعٌ»: يعني: يجمع آداب المساجد، وهذا
كلُّه يدلُّ على أهميَّة المساجد؛ لأنَّها بيوت الله عز وجل، موطن الصَّلاة
والذِّكر: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ
يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا
بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ﴾ [النور: 36- 37] فهي بيوت الله، وهي أحبُّ
البقاع إلى الله عز وجل، وهذه الآداب تدلُّ على أهميتها ومكانتها في الإسلام.
ومما تصان عنه
المساجد: إنشاد الضالة، يعني: السؤال عن الدابة الضائعة.
الضالة: يراد بها الدابة الضائعة، وأمَّا غيرها من الضائعات فيسمى اللقطة. إنّما الضوال في الدواب.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد