وَعَنْ بُرَيْدَةَ
رضي الله عنه: «أَنَّ رَجُلاً نَشَدَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَنْ دَعَا إِلَى
الْجَمَلِ الأَْحْمَرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ وَجَدْتَ،
إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ»([1]). رَوَاهُمَا
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَابْنُ مَاجَهْ.
ففي هذا الحديث: «مَنْ سَمِعَ
رَجُلاً يَنْشُدُ فِي المَسْجِدِ ضَالَّةً»: يعني: يسأل عنها في المسجد،
السؤال عنها خارج المسجد لا مانع منه؛ لكن داخل المسجد يرد عليه ويقول: «لاَ
أَدَّاهَا الله إلَيْك» يعني: لا رد الله عليك ضالتك.
العلة في ذلك: أنَّ المساجد لم
تبنَ لإنشاد الضوالِّ، يَنْشُدُهَا في مجامع النَّاس غير المساجد، أمَّا المساجد
فإنها تصان عن إنشاد الضوالِّ، فدلَّ على منع إنشاد الضوال في المساجد، ودلَّ على
الرَّدِّ عليه بنقيض قصده عقوبةً له.
هذا مثل الحديث
الَّذي قبله، إلاَّ أنَّ فيه بيان معنى نشد الضَّالة، وهو أنَّ هذا الرجل قال: من
رأى الجمل الأحمر، سواء جمل أو غيره، وإنَّما هذا شرح لنشد الضالة في المسجد.
قوله: «فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ وَجَدْتَ»: هذا دعاء عليه، فهو من باب
العقوبة له والردع له.
قوله: «إنَّمَا بُنِيَتْ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ»: من ذكر الله عز وجل، بنيت لذكر الله، ولم تبنَ لأمور الدُّنيا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (569).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد