×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابُ: أَنَّ مَنْ دَعَا فِي صَلاَتِهِ

بِمَا لاَ يَجُوزُ جَاهِلاً لَمْ تَبْطُلْ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلاَةِ، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِلأَْعْرَابِيِّ: «لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعًا» يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ.

****

  «من دعا في صلاة بما لا يجوز»: وهو الدُّعاء المخالف للسُّنَّة، أو الدُّعاء الَّذي فيه عدوان واعتداء في الدُّعاء بإثم أو قطيعة رحم فإنه يبطل الصَّلاة؛ لكن الجاهل يعذر في ذلك ولا تبطل صلاته.

وقوله: «جَاهِلاً لَمْ تَبْطُلْ»: جاهلاً بهذا القيد، لم تبطل صلاته لعذر الجهل.

العادة أنَّ الأعراب يكثر فيهم الجهل، بخلاف الحاضرة فهم يتعلَّمون، إمَّا لبعد الأعراب عن المدن وعن السكن فيغلب عليهم الجهل، هذا أعرابي، والأعرابي: هو غير الحضري، الأعرابي هو الذي يسكن في البادية، صلى مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال في صلاته:


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (380)، والترمذي رقم (147)، والنسائي رقم (1216)، وأحمد رقم (7255).