«اللهُمَّ
ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا»، فلما سلم
النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال له: «لَقَدْ تَحَجَّرْت وَاسِعًا» لأنَّ
رحمة الله واسعة ما تقتصر على شخصين أو على جماعة أو على أهل بلد: ﴿وَرَحۡمَتِي
وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ﴾ [الأعراف: 156] رحمة الله واسعة، وهذا
الأعرابي قصر الدعاء عليه وعلى محمَّد، فقال له النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ
تَحَجَّرْت وَاسِعًا»؛ ولكنه لم يأمره بإعادة الصَّلاة، مع أنَّ هذا الكلام لا
يجوز ومحرم، ما يجوز أنَّك تحجر على الله أن لا يرحم أحدًا، كالذي قال: والله لا
يغفر الله لفلان، فغفر الله له وأحبط عمل هذا القائل، فلا يجوز إساءة الأدب مع
الله عز وجل، وأن تمنع رحمته عن من تريد، هذا لا يجوز، هذا سوء أدب مع الله، وسوء
ظن بالله عز وجل، لا يجوز الكلام بنحو هذا الدعاء «اللهم لا ترحم فلان»، «اللهم
لا ترحم معنا أحدًا» هذا لا يجوز، ولكنه لا يبطل الصَّلاة إذا كان عن جهل،
أمَّا إذا كان هذا عن علم ومتعمد، فإنَّه تبطل صلاته.
***
الصفحة 2 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد