بَابُ:
حُجَّةِ مَنْ رَأَى فَرْضَ الْبَعِيدِ
إصَابَةَ الْجِهَةِ لاَ الْعَيْنِ
عرفنا الآن أنَّ من شروط صحة
الصَّلاة استقبال الكعبة.
كيفية الاستقبال يعني:
هل لا بدَّ من إصابة عين الكعبة أو لا؟ هذا فيه تفصيل:
أولاً: من يرى الكعبة:
بأن يكون داخل المسجد الحرام ويرى الكعبة، فلا بدَّ من إصابة عينها، بأن يتجه
إليها عينًا ولا ينحرف عنها.
ثانيًا: من لا يرى الكعبة،
فإنَّه يستقبل الجهة الَّتي بها الكعبة، ولو لم يصب عينها؛ لأنَّه متعذَّر أن يصيب
عينها؛ لأنَّه مستور عنها وبعيد عنها، وأمر الله واسع - ولله الحمد - يصلي إلى
الجهة.
ولهذا قال الله جل
وعلا: ﴿فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ﴾ ولهذا قال العلماء:
من كان داخل المسجد فإنه يستقبل عين الكعبة، ومن كان خارج المسجد في أهل مكة فإنهم
يستقبلون المسجد الحرام، ومن كان خارج الحرم فإنَّه يستقبل جهة الحرم المكي، وكلُّ
ما توسع توسعة الجهات اتسع الأمر - ولله الحمد.
والذين هم في داخل
المسجد الحرام يتوجهون إلى الكعبة عينًا، الَّذين في مكَّة يتوجهون إلى المسجد الحرام،
الجهة الَّتي فيها المسجد الحرام، من كان بعيدًا، فإنَّه يستقبل الحرم، حدود
الحرم، كلَّ الحرم قبلة: ﴿فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ
ٱلۡحَرَامِۚ وَحَيۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ﴾، فالأمر - ولله
الحمد - ميسر ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78] وسيأتي أيضًا
المزيد لهذا.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد