بَابُ:
ذِكْرِ الاِسْتِفْتَاحِ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ
عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا
كَبَّرَ فِي الصَّلاَةِ سَكَتَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ. فَقُلْتُ:
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَرَأَيْتَ سُكَاتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ
وَالْقِرَاءَةِ، أَخْبِرْنِي مَا هُوَ؟ قَالَ: أَقُولُ: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ
بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ،
اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَالثَّوْبِ الأَْبْيَضِ مِنَ الدَّنَسِ
-قَالَ جَرِيرٌ: كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ-، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ
خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ» ([1]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلاَّ التِّرْمِذِيَّ.
بعد تكبيرة الإحرام كان النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم يسكت هنيهة، يعني: وقتًا قصيرًا، ويقول في أثناء سكوتهِ دعاء الاستفتاح
الَّذي سيأتي، يستفتح به صلاته قبل القراءة، وهو دعاء وثناء على الله سبحانه
وتعالى.
«بين تكبيرة الإحرام
والقراءة»: يعني: قراءة الفاتحة.
هذا أبو هريرة رضي الله عنه لحظ أنَّ النَّبِيَّ
صلى الله عليه وسلم يسكت قليلاً بين تكبيرة الإحرام وبين قراءة الفاتحة، فسأله: ما
يقول في هذه السَّكتة، يعني: لا يجهر، ماذا يقول؟ هذا من حرص الصَّحابة على تعلم
أمور دينهم من الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
كيف عرف أبو هريرة
أنَّ الرَّسول يقول شيئًا في هذه السَّكتة؟!
كانوا ينظرون إلى اضطراب
حركة لحيته صلى الله عليه وسلم، فيعرفون أنَّه يقول شيئًا.
وقوله: «بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي» أي: أفديك بأبي وأمي يا رسول الله.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد