فأخبره النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم أنَّه كان يقول: «اللهمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ
خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْت بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ» مشرق الشَّمس
والنُّجوم ومغربها، لا شك أنَّ ما بين المشرق والمغرب مسافة بعيدة، فهو طلب من
ربِّه أن يبعده عن الذُّنوب والخطايا بُعدًا طويلاً.
ويقول: «اللهمَّ
نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَْبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ»:
لماذا خص الثَّوب الأبيض؟ لأنَّه هو الَّذي يظهر عليه الدَّنس، أمَّا الثَّوب
الأسود وغيره فلا يظهر عليه الدَّنس، أمَّا الأبيض.
«نَقِّنِي مِنْ
خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَْبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ» يعني: اغفرها لي
وأزل آثارها عني. فدلَّ على أنَّ الخطايا تؤثِّر على المسلم، كما يؤثِّر الوسخ على
الثَّوب الأبيض.
ثم قال: «اللهمَّ
اغْسِلْنِي»: ثلاثة أنواع من الأدعية يؤكد بعضها بعضًا: «اللهمَّ
اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ» الماء معروف،
والثَّلج هو الماء المتجمد، والبَرَد هو حب الغمام الَّذي ينزل إلى الأرض. أمَا
يكفي أن يقول: اغسلني من خطاياي بالماء؟
لا، هذا جمع بين
أنواع المطهرات، فالماء أولاً، ثُمَّ الثَّلج، ثُمَّ البرد. لا شك أنَّها إذا
توالت على محل الوسخ فإنَّه يزول، فهذا فيه تأكيد الدُّعاء بالمغفرة وإزالة
الذُّنوب عن العبد بأنواع المطهرات، كما في هذا التَّشبيه: كما يُغْسَل الثوب
بالماء والثلج والبرد. هذا من باب التَّشبيه.
وهذا نوع من أنواع الاستفتاح، الاستفتاح جاءت به أحاديث متعددة، وهو أنواع، بأيِّها استفتح كان حسنًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد