بَابُ
قِرَاءَةِ سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ وَقِرَاءَةِ بَعْضِ
سُورَةٍ وَتَنْكِيسِ السُّوَرِ فِي تَرْتِيبِهَا وَجَوَازِ تَكْرِيرِهَا
«بَابُ قِرَاءَةِ
سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ»: يعني: جواز قراءة السورتين في الركعة الواحدة، «وَقِرَاءَةِ
بَعْضِ سُورَةٍ»: يعني: يقرأ من السورة ولا يكملها، «وَتَنْكِيسِ السُّوَرِ
فِي تَرْتِيبِهَا»: يعني يقرأ سورةً قبل التي قبلها في المصحف، وأن ذلك جائز،
تقرأ في الأولى مثلاً: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ﴾ [الناس: 1] وتقرأ في الثانية: ﴿قُلۡ
أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ﴾ [الفلق: 1]، فترتيب السور ليس واجبًا،
إنما الواجب ترتيب الآيات.
لا يجوز تنكيس
الآيات، لماذا؟ قالوا: لأن ترتيب السور ليس من عمل الرسول صلى الله عليه وسلم
وإنما من عمل الصحابة، وأما ترتيب الآيات فهو بنص الرسول صلى الله عليه وسلم، هو
الذي يأمرهم بأن يكتبوا الآية في محل كذا، يأمرهم بذلك، فهو الذي رتب الآيات عليه
الصلاة والسلام، ودلَّ على كتابة القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه
كان يأمرهم إذا نزلت عليهم الآية، أمرهم بكتابتها، وأمرهم بموضعها من القرآن، فترتيب
الآيات هذا من عمل الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا مجال لتقديم آية على آية
بالسورة الواحدة، تقرأ في الركعة الأولى في آخر السورة وتقرأ في الثانية في أول
السورة، ما يجوز هذا، هذا خلاف السُّنَّة، تنكيس الآيات ما يجوز، بخلاف السور،
فيجوز أن تقرأ هذه قبل هذه؛ بدليل أن مصاحف الصحابة تنوعت في ترتيب السور باجتهاد
منهم، حتى جاء عثمان رضي الله عنه فكتب المصحف العثماني، لمَّا حصل اختلاف في
المصاحف، وجاءه حذيفة بن اليمان
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد