×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابٌ فِي أَنَّ عَمَلَ الْقَلْبِ لاَ يَبْطُلُ وَإِنْ طَالَ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ، أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ الأَْذَانَ، فَإِذَا قُضِيَ الأَْذَانُ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ يَخْطِرُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ - أَوْ قَالَ: نَفْسِهِ - يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى، ثَلاَثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ»([1]). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَقَالَ الْبُخَارِيُّ: قَالَ عُمَرُ: «إِنِّي لَأُجَهِّزُ جَيْشِي وَأَنَا فِي الصَّلاَةِ»([2]).

****

  قول اللِّسان أو عمل الجوارح هذا يبطل الصَّلاة، إلاَّ ما استثني بالأدلَّة كما مرَّ.

وأمَّا عمل القلب وهو الخواطر والهواجس التي تكون في القلب، فهذه إذا عرضت للمصلي لا تبطل صلاته، وإن كان المطلوب أن يقبل على صلاته، وأن يخشع فيها؛ لكن الإنسان بشر قد يأتيه شيء من الهواجس، وهي من عمل القلب، فالحمد لله أنَّ هذا لا يضر في صلاته، لأنَّ هذا قَلَّ مَن يسلم منه.

هذا الحديث فيه: أنَّ الأذان يطرد الشيطان، فإذا أذن المؤذن


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1231)، ومسلم رقم (389).

([2])  أخرجه: البخاري معلقا (2/67).