بَابُ:
جَوَازِ الانْحِرَافِ عَنِ اليَمِينِ وَالشِّمَالِ
عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: «لاَ يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ شَيْئًا
مِنْ صَلاَتِهِ يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَنْصَرِفَ إلاَّ عَنْ
يَمِينِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا يَنْصَرِفُ
عَنْ يَسَارِهِ»([1]). وَفِي لَفْظٍ:
«أَكْثَرَ انْصِرَافِهِ عَنْ يَسَارِهِ»([2]). رَوَاهُ
الْجَمَاعَةُ إلاَّ التِّرْمِذِيَّ.
تقدَّم لنا مشروعية الانصراف للإمام إلى
المأمومين إلى أين ينحرف، ينحرف إلى اليمين أو إلى الشمال؟ مخير، ويتبع الأسهل
عليه، إن كان الأسهل عليه أنه ينحرف عن اليمين ينحرف، وإن كان عن الشمال ينحرف
للشمال.
قوله: «لاَ
يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ شَيْئًا مِنْ صَلاَتِهِ يَرَى أَنَّ حَقًّا
عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَنْصَرِفَ إلاَّ عَنْ يَمِينِهِ»: ينكر ابن مسعود على
النَّاس أنَّهم يقولون: ما ينحرف الإمام إلى عن يمينه يحصرون هذا باليمين هذا من
تسويل الشيطان.
وقوله: «لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ»: كما أنَّه ينصرف عن يمينه كذلك ينصرف عن يساره، كلا الأمرين جائز - والحمد لله.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد