×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابُ: مَا جَاءَ فِي النَّحْنَحَةِ وَالنَّفْخِ فِي الصَّلاَةِ

عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُدْخَلاَنِ: مُدْخَلٌ بِاللَّيْلِ، وَمُدْخَلٌ بِالنَّهَارِ، فَكُنْتُ إِذَا أَتَيْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي «يَتَنَحْنَحُ لِي»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالنَّسَائِيُّ بِمَعْنَاهُ.

 

هل من الكلام النحنحة والنفخ في الصلاة، أن يقول: أف، أف. هذا النَّفخ أن يقول أف أو ينفخ شيئًا في أثناء الصَّلاة: إذا بان حرفانِ في نحنحته أو في نفخه وكان متعمدًا بطلت الصَّلاة؛ لأنَّ هذا كلام، فأقل الكلام في اللغة: ما تركب من حرفين، مثل قد، بل، ما، حرفان أقل ما يتركب منه الكلمة، ليس الكلام، أقل ما يتركب منه الكلمة حرفان، فإذا بان حرفان من نحنحتهِ أو بان حرفان من نفخه بطلت صلاته؛ لأنَّه أتى بكلام، إذا كان متعمدًا، أمَّا إذا كان جاهلاً، فهذا لا يضر كما سبق.

كان عليٌّ رضي الله عنه لقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم والتصاقه به، كان يدخل عليه في منزله، ويتردد عليه في منزله، فهذا فيه فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كان يدخل على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في اللَّيل والنَّهار مدخلان، مدخلان، يعني: دخولنا، لأنَّ مدخل هنا مصدر ميمي، أي: دخولنا في اللَّيل والنَّهار، أو أنَّ المراد: مدخلان اسم مكان، يعني: باب يدخل منه في اللَّيل، وباب يدخل منه في النَّهار؛


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (1212)، ابن ماجه رقم (3708).