بَابٌ فِي
الاِنْتِصَابِ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَرْضٌ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَنْظُرُ
اللَّهُ إِلَى صَلاَةِ رَجُلٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ بَيْنَ رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
ما يكفي أنه إذا اعتدل يركع مباشرة؛ بل يعتدل
ويقف ويقول: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»، وإن شاء قال: «مِلْءَ
السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأَْرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ...» إلى آخره هذا، هو
قول جمهور أهل العلم أنه يطمئن، إذا اعتدل قائمًا يطمئن؛ لأن هذا ركن، الاعتدال
ركن يطمئن فيه ويقول هذا الدعاء الواجب والمستحب، «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»
هذا واجب، وما زاد عليه من الدعاء فهو مستحب يقوله وهو واقف، أما إنه مجرد ما
يرتفع ينحط في السجود، هذا خلاف السُّنَّة، وإن قال به من قال من العلماء فهو خلاف
السنة، فلا بد من الاعتدال.
بعض العلماء يقول:
يكفى الانتصاب، إذا سجد مباشرة كفى، نقول: لا، ما يكفي الانتصاب، هذا واجب من
واجبات الصلاة، بل هو ركن من أركان الصلاة، فلا بد منه.
بين ركوعه وسجوده هذا الانتصاب، يعني: إذا قام من الركوع يسجد مباشرة، ما قام صلبه، لا بد أن يُقِيم صلبه، يعتدل ويقول الدعاء الوارد، ثم يسجد، وإلا فإن الله لا ينظر إلى صلاته، فلا يعتبرها سبحانه، تكون صلاته غير صحيحة.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد