بَابُ:
كَنْسِ الْمَسَاجِدِ وَتَطْيِيبِهَا
وَصِيَانَتِهَا مِنَ الرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ
هذا من رفع المساجد: ﴿أَذِنَ
اللَّهُ أَن تُرْفَعَ﴾ ومِن رفعها أنها تُهيَّأ للمصلين بالفرش في الوقت
الحاضر. وتطييبها بالبخور قطع الروائح، وبصيانتها من اللعب والعبث والأطفال، تصان
المساجد عن هذه الأمور، وهذا من رفعها الذي قال الله فيه: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ﴾ [النور: 36].
ففيه: العناية بالمساجد
بما يساعد المصلين على ذكر الله، وعلى الطَّاعة، وعلى الاعتكاف. تُؤَمَّن فيها كل
المتطلبات للمصلين والمعتكفين والذاكرين الله عز وجل. تكنس من الزبالات والغبار.
كل هذا من العناية بالمساجد.
والحمد لله الآن
الدَّولة - وفَّقها الله - جعلت للمساجد وزارة تعتني بها، وجعلت لها ميزانية من
المال تنفق عليها وعلى أئمتها وعلى عمالها وعلى المؤذنين. هذا من حسناتهم.
وهذا يدلُّ على
الاهتمام بالمساجد الَّتي هي بيوت الله عز وجل.
وفي قوله:
«تُطَيبَّ»: حثٌّ على أن الإنسان إذا ذهب إلى المسجد يتطيَّب هو في نفسه، يتطيَّب فلا
يكون في رائحة كريهة تؤذي المصلين، رائحة كريهة إمَّا من فمه وإمَّا من بدنه،
روائح كريهة يُدخِلها المسجد، ويؤذي بها المصلين، أو يأكل بصلاً أو ثومًا أو
كرَّاثًا أو يستعمل الدخان المنتن فيؤذي المصلين والملائكة.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد