عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي، فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا»([1]). رَوَاهُ أَبُو دَاوُد.
فيعتني المسلم إذا
أقبل على المسجد، يعتني بنفسه رفعًا لمساجد الله من الأذى، ولا يجوز للإنسان أن
يتمخط فيها أو يتنخم فيها، هذا لا يجوز، هذا خطيئة البصاق في المسجد، لا يجوز
للإنسان أن يتنخم فيها، يفرغ ما في أنفه من المخاط في المسجد.
الرَّسول صلى الله عليه وسلم
تُعرض عليه أعمال أمته. جاء في الحديث أنَّها: «تُعْرَضُ عَلَيْهِ كُلّ
اثْنَيْنِ وخَمِيس»([2]) لأن هذا يَسُرُّه
صلى الله عليه وسلم، ويريح باله عليه الصلاة والسلام، ويفرحه، فكانت تعرض عليها
الأعمال، ولم يرَ في الحسنات أحسن من قذاة يخرجها المسلم من المسجد.
قوله: «حَتَّى الْقَذَاةُ»: يعني حتَّى الشَّيء اليسير من الحسنة، عُرض على الرَّسول صلى الله عليه وسلم، فهذا فيه الحث على كنس المساجد وإخراج القمامة منه، وهذا فيه أجر عظيم، ولا يقول الإنسان: المسجد له خادم، هذا من عمل الخادم. بل هو يأخذ الأجر، هو يبادر في ذلك ويخدم المسجد هو بنفسه، هذا بيت من بيوت الله، تخدم المسجد أنت بنفسك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد