وَعَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: «أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِبِنَاءِ
الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ»([1]). رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ إلاَّ النَّسَائِيّ.
قوله: «وَعُرِضَتْ
عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ سُورَةٍ مِنَ
القُرْآنِ أَوْ آيَةٍ أُوتِيَهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا»: ولم يرَ من
الذُّنوب شيئًا أعظم من أن الإنسان يحفظ سورة أو آية من القرآن ثُمَّ يهملها
وينساها، نسيها من الإهمال، وهذا دليل على هَجْر القرآن، هجر التلاوة والحفظ وعدم
الرغبة في تلاوة القرآن، فعلى من يحفظ من القرآن أن يحافظ عليه ويتلوه ويكرره
ويردده، ولا يغفل عنه حتَّى ينساه، هذه خسارة عليه، أعطاه الله نعمة، وهي حفظ
كتابه أو شيء منه، ثُمَّ ضيعها بالإهمال.
أمَّا لو نسيها بسبب
مرض أو بسبب شيء أصابه فهذا معذور؛ لكن هذا النسيان من باب الإهمال وعدم الرغبة،
فإن هذه خسارة عليه ونعمةٌ زالت.
«أَمَرَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم
بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ»: يعني: في الحارات، ليست الدور بالبيوت،
يُبنى في البيت مسجد، لا، المراد بالدور هنا الحارات، على حسب حاجة الناس، فكل
حارة يبنى فيها مسجد، ولا تخلو من مسجد يصلي فيه أهل الحارة.
«وَأَنْ تُنَظَّفَ»: من القاذورات. «وَتُطَيَّبَ»: بأنواع الطيب المتيسرة، لا سيما التجميل بالبخور، هذا أحسن شيء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد