وَعَنْ سَمُرَةَ
بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَنْ نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا، وَأَمَرَنَا أَنْ نُنَظِّفَهَا»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَلَفْظُهُ:
«كَانَ يَأْمُرُنَا بِالْمَسَاجِدِ أَنْ نَصْنَعَهَا فِي دِيَارِنَا، وَنُصْلِحَ
صَنْعَتَهَا وَنُطَهِّرَهَا»([2]).
أمر ببنائها ثُمَّ
بتعاهدها من القاذورات ومن الروائح الكريهة المنفرة، أمر بذلك صلى الله عليه وسلم،
فهذا فيه العناية بالمساجد من كلِّ مسلم، يشارك المسلم في خدمة المسجد بأي
إمكانية، لا يقول: والله المسجد هذا له موظف. يحرم نفسه من الأجر.
لا تحرم نفسك من
الأجر. على الأقل يبلغ العامل أو المنظف عن ما رأى في المسجد، لكن كونه هو الَّذي
يكنس المسجد هذا مفخرة عند الله سبحانه وتعالى، كونه هو الَّذي يخرج القذى من
المسجد هذا مفخرة له عند الله سبحانه وتعالى، لا يضيعها.
هذا الحديث مثل حديث عائشة: «أَنْ
نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا»([3]): يعني: في حاراتنا،
في كل حارة يكون فيها مسجد؛ ليجتمع فيها أهل الحارة، يصلون فيه جميعًا.
قوله: «وَأَمَرَنَا
أَنْ نُنَظِّفَهَا»: وأمر أن تُنظَّف وأن تُطَيَّب.
قوله: «وَنُصْلِحَ صَنْعَتَهَا»: يعني: نتقن بناءها، ولا تبنى بناءً غير متقن، بل يُتقَن بناؤها ويُعتنى به حتى يبقى وحتى يستمر، ففيه العناية بإتقان المسجد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد