بَابُ:
مَا جَاءَ فِي مَسْحِ الْحَصَى وَتَسْوِيَتِهِ
عَنْ مُعَيْقِيبٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فِي الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ، قَالَ: «إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً فَوَاحِدَةً»([1]). رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.
مسح الحصى: كان الإنسان يصلي
على الأرض، على التراب، على الحصى مباشرة من دون فراش، فإنَّه لا يمسح الحصى الذي
يسجد عليه، لا يمسحه؛ بل يسجد عليه، إلاَّ إذا كان فيه أذى من شوك أو شيء يؤذيه،
فلا بأس أن يسويه حتى يزول ما فيه من الأذى، أمَّا إذا لم يكن في ما يؤذيه فلا
يشغل نفسه بمسح الأرض ليسجد عليها.
فهذا يدل على: العبث والشغل في
الصَّلاة، ولأن هذا الحصى الذي تسجد عليه يصيبه شيء من العبادة وبركة الصَّلاة،
وهذا مما يفيدك أنت، أن تُبْقِيَ آثار العبادة لا تمسحها.
وفي الحديث: «فَإِنَّ
الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ» يعني: هذا على محل السجود يكون فيه رحمة وبركة، فلا
تزيلها بالمسح إلاَّ عند الحاجة، المهم لا تشتغل بمساواة الأرض إلاَّ لحاجة.
قوله: «حَيْثُ يَسْجُدُ» يعني: المكان الذي يسجد عليه، فالأحسن أنه لا يساويه إلاَّ إذا كان للحاجة، ولا يكثر أيضًا من المساواة؛ بل واحدة فقط، قال صلى الله عليه وسلم: «وَاحِدَةً أَوْ دَعْ»، كونه يتركه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1207)، ومسلم رقم (546)
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد