بَابُ:
جَامِعِ أَدْعِيَةٍ مَنْصُوصٍ عَلَيْهَا فِي الصَّلاَةِ
عَنْ أَبِي بَكْرٍ
الصِّدِّيقِ رضي الله عنه: أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي، قَالَ: «قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي
ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ،
فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ
الرَّحِيمُ»([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
لما فرغ من الدعاء الذي يقال قبل السلام، وبعد
التشهد الأخير، أتى بباب جامع للأدعية التي تقال في الصلاة في التشهد الأخير وفي
غيره.
قوله: «بَابُ
جَامِعِ أَدْعِيَةٍ مَنْصُوصٍ عَلَيْهَا فِي الصَّلاَةِ»: في الصلاة خاصة.
قال: «فِي
صَلاَتِي»: ولم يحدد مكانه، فيدعو الإنسان به في أي موضع من الصلاة.
أبو بكر الصديق رضي الله عنه طلب من النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته، فعلمه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء: «اللهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا»، وفي رواية: «كَبِيرًا» ([2])، «إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، إنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» هذا دعاء عظيم، يأتي به الإنسان في صلاته، يأتي به في ركوعه، في سجوده، في جلوسه.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد