وقوله: «ظَلَمْتُ
نَفْسِي»: الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو ثلاثة أنواع:
النوع الأول: ظلم الشرك: لماذا
المشرك ظالم؟ لأنه وضع العبادة في غير موضعها، العبادة حق لله جل وعلا، فإذا دعا
غير الله فقد وضع العبادة في غير موضعها، وهذا أعظم أنواع الظلم، وهذا الظلم لا
يغفره الله عز وجل إلاَّ بالتوبة.
النوع الثاني: ظلم العبد لنفسه
بالذنوب والمعاصي: لماذا سمي ظلمًا؟ لأنه وضع نفسه في غير موضعها، الواجب عليه أن
يضع نفسه بالموضع اللائق بها، وأن يضعها في المكان الطيب الطاهر، بالعبادة
بالاستغفار، ويشرف نفسه بطاعة الله عز وجل، فإذا وضعها في المعاصي فقد ظلمها، هذا
ظلم العبد لنفسه، وهذا تحت المشيئة، إن شاء الله غفره وإن شاء عذب صاحبه بقدره ما
دون الشرك.
والنوع الثالث: ظلم العبد للنَّاس: تعديه على النَّاس بالكلام، بأخذ أموالهم، بهتك أعراضهم، بسفك دمائهم، هذا ظلم العبد للنَّاس، وهذا لا يغفره الله ولو تاب منه الإنسان حتى يسامحه المظلوم، ولو تاب منه فإن الله لا يقبل توبته حتى يسامحه المظلوم؛ لأن هذا حق مخلوق، فلا بد أن يسمح به، وإلا فإنه يقاصه يوم القيامة، ويؤخذ للمظلوم من الظالم، «ظَلَمْتُ نَفْسِي».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد