بَابُ:
صَلاَةِ التَّطَوُّعِ فِي الْكَعْبَةِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ
رضي الله عنهما قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم البَيْتَ هُوَ
وَأُسَامَةُ ابْنُ زَيْدٍ، وَبِلاَلٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ فَأَغْلَقُوا
عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ فَلَقِيتُ بِلاَلاً
فَسَأَلْتُهُ: هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ؟ قَالَ:
«نَعَمْ بَيْنَ العَمُودَيْنِ اليَمَانِيَيْنِ»([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
سبق بأن من المواطن السبعة أنَّه لا يصلَّى على
ظهر الكعبة: يعني في سطح الكعبة وأمَّا في داخل الكعبة فإنه تجوز صلاة النافلة فيها،
لما ثبت أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلها عام الفتح وصلَّى فيها هو وبعض
الصَّحابة، فالنافلة تجوز في جوف الكعبة، وتجوز في الحجر الحطيم؛ لأنَّه من الكعبة
فتجوز النافلة، لكن الفريضة لا تصلى في داخل الكعبة.
هذا الحديث فيه: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة عام الفتح لما فتح الله عليه مكة، دعا عثمان بن شيبة الحاجب، حاجب الكعبة الَّذي عنده الحجابة والسدانة، ففتح له، فتحها للرَّسول صلى الله عليه وسلم فدخلها صلى الله عليه وسلم هو وأسامة ابن زيد وبلال بن رباح مؤذِّنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعثمان بن طلحة بن شيبة سادن الكعبة، ولا تزال الكعبة في سدانة الشيبيين إلى أن تقوم السَّاعة، كما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فدخل هو وهؤلاء النفر وأغلقوا عليهم الباب؟ لماذا أغلقوه؟ خشية من ازدحام الناس أن يدخلوا عليهم ويزدحموا، فأغلقوه، فصلَّى فيها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وصلَّى معه من دخل معه ركعتين.
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد