×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابُ: الْمُصَلِّي يَدْعُو وَيَذْكُرُ الله إذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ أَوْ عَذَابٍ أَوْ ذِكْرٍ رَوَاهُ حُذَيْفَةُ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ سَبَقَ

قوله: «الْمُصَلِّي يَدْعُو وَيَذْكُرُ الله إذَا مَرَّ بِآيَةِ رَحْمَةٍ أَوْ عَذَابٍ أَوْ ذِكْرٍ»: كذلك مما يجوز في الصَّلاة: الاستعاذة عند آية العذاب، والسؤال والدُّعاء عند آية الرَّحمة، هذا مما يجوز في الصَّلاة، إذا مر بآية فيها ذكر الرحمة يقف ويسأل الله، وإذا مر بآية فيها ذكر العذاب يقف ويستعيذ بالله، وهذا في صلاة الليل في النافلة، لا في الفريضة؛ لأنَّه لم يَرِد هذا في الفريضة، إنَّما ورد هذا في صلاة النافلة في الليل.

وقوله: «رَوَاهُ حُذَيْفَةُ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَقَدْ سَبَقَ»: الحديث الذي ذكر فيه أنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قام من الليل، فقام معه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فبدأ بالبقرة، فظن حذيفة أنَّه يركع عند المائة، ثُمَّ استمر وأكملها، ثُمَّ افتتح سورة النِّساء وأكملها، ثُمَّ استفتح سورة آل عمران فأكملها، عليه الصلاة والسلام، حتى قال حذيفة: هممت أن أجلس وأتركه من طول القيام.

وكان صلى الله عليه وسلم لا يمرُّ بآية فيها ذكر الرحمة إلاَّ وقف وسأل، وما مرَّ بآية فيها ذكر العذاب إلاَّ وقف واستعاذ.

فهذا فيه دليل على: أنَّ هذا جائز في صلاة النَّافلة في الليل، اقتصارًا على ما ورد به الدليل، ولم يكن صلى الله عليه وسلم يفعل هذا في صلاة الفريضة.


الشرح