وَعَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي صَلاَةٍ لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ، فَمَرَّ بِذِكْرِ
الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَقَالَ: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، وَيْحٌ، - أَوْ
وَيْلٌ - لأَِهْلِ النَّارِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ بِمَعْنَاهُ.
وَعَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: «كُنْتُ أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
لَيْلَةَ التَّمَامِ، فَكَانَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ،
وَالنِّسَاءِ، فَلاَ يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخَوُّفٌ، إلاَّ دَعَا اللَّهَ عز وجل
وَاسْتَعَاذَ، وَلاَ يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ، إلاَّ دَعَا اللَّهَ عز
وجل وَرَغِبَ إِلَيْهِ»([2]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ.
قوله: «لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ»: هذا يدلُّ على
أنَّ الفريضة لم يرد فيها ذلك.
قوله: «يَقْرَأُ فِي
صَلاَةٍ لَيْسَتْ بِفَرِيضَةٍ، فَمَرَّ بِذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَقَالَ:
أَعُوذُ بِالله مِنَ النَّارِ، وَيْلٌ لأَِهْلِ النَّارِ»: وهذا مثل حديث
حذيفة تمامًا، في قيام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقيام حذيفة معه، أنَّه ما مر
بآية فيها ذكر الرَّحمة إلاَّ وقف وسأل، وما مرَّ بآية فيها ذكر العذاب إلاَّ وقف
واستعاذ.
حديث عائشة هذا مثل حديث حذيفة وغيره، أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إذا كان في صلاة الليل، ومرَّ بآية فيها ذكر الرحمة وقف وسأل ودعا الله، وإذا مرَّ بآية فيها ذكر العذاب وقف واستعاذ بالله من العذاب ومن النَّار،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (881)، وأحمد رقم (19055)، والطبراني في «الكبير» رقم (6430).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد