بَابُ:
الْمَوَاضِعِ الْمَنْهِيِّ عَنْهَا
وَالْمَأْذُونِ
فِيهَا لِلصَّلاَةِ
عَنْ جَابِرِ رضي
الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «وَجُعِلَتْ لِي الأَْرْضُ
طَهُورًا وَمَسْجِدًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ، فَلْيُصَلِّ
حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ»([1]). مُتَّفَقٌ
عَلَيْهِ.
وَقَالَ ابْنُ
الْمُنْذِرِ: ثَبَتَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «جُعِلَتْ لِي
كُلُّ الأَْرْضِ طَيِّبَةً مَسْجِدًا وَطَهُورًا»([2]). رَوَاهُ
الْخَطَّابِيِّ بِإِسْنَادِهِ.
المواضع الَّتي
يصلَّى فيها والمواضع الَّتي لا يصلَّى فيها حسب الأحاديث الواردة في هذا الباب
الَّذي عقده المؤلف رحمه الله.
الحديث المتفق عليه يدلُّ
على أنَّ الأصل أن يصلَّى في كل بقعة من الأرض؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ
لِيَ الأَْرْضُ» أي: جعلها الله له ولأمته «مَسْجِدًا»: يعني: يصلَّى
فيها، في كلّ الأرض، وفي الرواية الثَّانية: «طَيِّبَةً» قيدها بقوله: «طَيِّبَةً»:
يعني: طاهرة وليست مغصوبة ومستولًى عليها ظلمًا. هذه هي الطيِّبة، فالرواية
الثَّانية تقيد الرِّواية المطلقة، الأرض غير الطيِّبة لا تجوز الصَّلاة فيها.
وهذا ما تفسره الأحاديث الآتية في المواضع المنهي عن الصَّلاةِ فيها. هذا من خصائص هذه الأمَّة، النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خصَّه الله بخصائص دون غيره من الرُّسل:
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد