×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابُ: الانْحِرَافِ بَعْدَ السَّلاَمِ وَقَدْرِ اللُّبْثِ بَيْنَهُمَا وَاسْتِقْبَالِ الْمَأْمُومِينَ

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ لَمْ يَقْعُدْ إلاَّ مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.

 

  قوله: «الانْحِرَافِ بَعْدَ السَّلاَمِ»: للإمام، الإمام لا يستمر باستقبال القبلة؛ بل ينحرف للمأمومين يستقبلهم بوجهه كما كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.

وقوله: «وَقَدْرِ اللُّبْثِ بَيْنَهُمَا» يعني: بين السَّلام وبين الانحراف، كم كان الرسول يمكث إذا سلم قبل أن ينحرف إلى أصحابه؟

وقوله: «وَاسْتِقْبَالِ الْمَأْمُومِينَ»: سنَّة أيضًا، أنَّه يستقبل المأمومين بوجهه كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.

والحكمة في استقبال المأمومين: لأجل أن يبين لهم انتهاء الصَّلاة؛ ولأجل أن يستقبل أسئلتهم إذا كان عندهم أسئلة أو إشكالات يستقبلها منهم.

هذا مقدار ما بين السَّلام والالتفات إلى المأمومين بقدر ما يقول: «اللهمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْك السَّلاَمُ، تَبَارَكْت يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ».


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (592).