بَابُ:
الانْحِرَافِ بَعْدَ السَّلاَمِ وَقَدْرِ اللُّبْثِ بَيْنَهُمَا وَاسْتِقْبَالِ
الْمَأْمُومِينَ
عَنْ عَائِشَةَ رضي
الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَلَّمَ لَمْ
يَقْعُدْ إلاَّ مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: «اللهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ
السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ»([1]). رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ.
قوله: «الانْحِرَافِ بَعْدَ السَّلاَمِ»:
للإمام، الإمام لا يستمر باستقبال القبلة؛ بل ينحرف للمأمومين يستقبلهم بوجهه كما
كان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك.
وقوله: «وَقَدْرِ
اللُّبْثِ بَيْنَهُمَا» يعني: بين السَّلام وبين الانحراف، كم كان الرسول يمكث
إذا سلم قبل أن ينحرف إلى أصحابه؟
وقوله: «وَاسْتِقْبَالِ
الْمَأْمُومِينَ»: سنَّة أيضًا، أنَّه يستقبل المأمومين بوجهه كما كان صلى
الله عليه وسلم يفعل ذلك.
والحكمة في استقبال
المأمومين: لأجل أن يبين لهم انتهاء الصَّلاة؛ ولأجل أن يستقبل أسئلتهم إذا كان
عندهم أسئلة أو إشكالات يستقبلها منهم.
هذا مقدار ما بين السَّلام والالتفات إلى المأمومين بقدر ما يقول: «اللهمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْك السَّلاَمُ، تَبَارَكْت يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ».
([1]) أخرجه: مسلم رقم (592).
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد