×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابٌ فِي أَنَّ التَّشَهُّدَ فِي الصَّلاَةِ فَرْضٌ

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ التَّشَهُّدُ: السَّلاَمُ عَلَى اللَّهِ السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُولُوا هَكَذَا فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ»([1]) وَذَكَرَهُ. رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ: إسْنَادُ صَحِيحٌ.

 

  التشهد الذي مر بنا برواياته هل هو سنة أو فرض؟ اختلف العلماء في ذلك: منهم من يرى أنه من سنن الصلاة، ومنهم من يرى أنه واجب، وليس سنة، وسيأتي بيان أدلة هذا القول.

«قَالَ: كُنَّا نَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ عَلَيْنَا»: هذا محل الشاهد، فدل على: أن التشهد في الصلاة فرضٌ وليس سنَّةً، كُنَّا نَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ، من الذي فرضه؟ هنا لم يسمَّ الفاعل. الذي فرضه هو الله، إذا قال الصحابي كنا نُؤمر بكذا، أو كنا نُنهى عن كذا، أو فُرض علينا كذا، فإنَّ هذا في حكم المرفوع إلى الله جل وعلا أنه هو الذي فرضه، وأنه هو الذي يأمر وهو الذي ينهى.

قوله: «كُنَّا نَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ»: أي قبل أن يُوجب علينا التشهد في الصلاة: «السَّلاَمُ عَلَى الله مِنْ عِبَادِهِ، السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ»: جبريل سيد الملائكة عليه الصلاة والسلام، وهو الموكل بالوحي، «وَمِيكَائِيل»: هو الموكل بالقَطر، نص على هذين الملكين لشرفهما من بين الملائكة، الوحي


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (831).