×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فُرِضَ عَلَيْهِمْ.

وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: «لاَ تُجْزِئُ صَلاَةٌ إلاَّ بِتَشَهُّدٍ»([1]) رَوَاهُ سَعِيدٌ فِي «سُنَنِهِ» وَالْبُخَارِيُّ فِي «تَارِيخِهِ».

 

 تحيا به القلوب، والقطر تحيا به الأرض بعد موتها: «السَّلاَمُ عَلَى الله مِنْ عِبَادِهِ، السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ»، فقال: «لاَ تَقُولُوا: السَّلاَمُ عَلَى الله مِنْ عِبَادِهِ، فَإِنَّ الله هُوَ السَّلاَمُ» الله لا يُدعى له بالسَّلام؛ لأنه هو السَّلام سبحانه وتعالى: «لاَ تَقُولُوا: السَّلاَمُ عَلَى الله مِنْ عِبَادِهِ، فَإِنَّ الله هُوَ السَّلاَمُ، وَلَكِنْ قُولُوا: التَّحِيَّاتُ لله، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ»، بدل أن تقول: «السَّلاَمُ عَلَى الله مِنْ عِبَادِهِ» تقول: «التَّحِيَّاتُ لله، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ» وإلا فالله لا يُسلَّم عليه، يُحَيَّا سبحانه ولا يُسَلَّم عليه.

قوله: «وهذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ فُرِضَ عَلَيْهِمْ»: هذا يدل على أن التشهد فرض.

وهذا يؤيد الوجوب، عمر رضي الله عنه الصحابي الجليل، الخليفة الثاني بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قال: «لاَ تُجْزِئُ صَلاَةٌ إلاَّ بِتَشَهُّدٍ»: يعني لا تصح بدون تشهد، فهذا فيه أن التشهد فرض في الصَّلاة، التشهد الأول واجب من واجبات الصلاة، التشهد الأخير ركن من أركان الصلاة.


الشرح

([1])  أخرجه: عبد الرزاق رقم (3685).