×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثاني

بَابُ: صَلاَةِ الْفَرْضِ عَلَى الرَّاحِلَةِ لِعُذْرٍ

عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انْتَهَى إِلَى مَضِيقٍ هُوَ وَأَصْحَابُهُ، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَالسَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ، وَالْبَلَّةُ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ، فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، ثُمَّ تَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَصَلَّى بِهِمْ يُومِئُ إِيمَاءً، يَجْعَلُ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ، أَوْ يَجْعَلُ سُجُودَهُ أَخْفَضَ مِنْ رُكُوعِهِ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ.

 

الصَّلاة على الراحلة لعذرٍ، الفريضة لا تصلَّى على الرَّاحلة إلاَّ لعذر، وأمَّا النافلة فتصلى على الراحلة أينما توجهت به.

الفرض: يعني الفريضة، لا تصلَّى على الراحلة إلاَّ لعذرٍ، بخلاف النَّافلة تصلى على راحلة ولا يشترط العذر.

انتهى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في بعض أسفارهِ إلى مضيق، كأنه مضيق بين جبال ومرتفعات.

قوله: «وَالسَّمَاءُ مِنْ فَوْقِهِمْ»: ما معنى السماء؟ السماء من فوقنا لا شك أن معناه المطر، يعني: المطر من فوقهم.

قوله: «وَالْبِلَّةُ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ»: يعني: الأرض تمشي بالماء والسيل، فلو نزلوا لتأذوا بالمطر، فصلى صلى الله عليه وسلم على الرَّاحلة في هذه الحالة صلاة الفريضة، وذلك بأن يتقدَّم الإمام على راحلته ويكون


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (411)، وأحمد رقم (17609).