بَابُ:
الاِقْتِصَادِ فِي بِنَاءِ الْمَسَاجِدِ
عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ»، قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى»([1]). أَخْرَجَهُ
أَبُو دَاوُد.
المساجد تُبنى كما سبق، وفي ذلك فضل عظيم، ولكن
تُبنى على قدر الحاجة بما يتيسر في كلِّ وقت من مادة البناء المناسبة، فمثلاً الآن
تُبنى المساجد بالأسمنت، وفيما سبق كانت تبنى بالحجارة أو بالطين؛ لأنَّ هذا موجود
في ذلك الوقت، والآن تُبنى بما يستعمل الآن في البناء من المواد، لا مانع من ذلك؛
ولكن لا يبالغ فيها بالتَّشييد والنقوش والزخرفة؛ لأنَّ المساجد للعبادة والخشوع،
وليست للمباهاة والمفاخرة، فلا يُبالغ في نفقات بنائها وزخرفتها وتشييدها أكثر من
اللازم.
قوله: «الاِقْتِصَادِ»: معناه: الاعتدال في
الإنفاق عليها وعلى مادة البناء، وشكل البناء يكون مقتصدًا ليس فيه مبالغات.
قال صلى الله عليه وسلم: «مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ»: يعني بالمبالغة، طيلة التَّشييد معناه الرفع، تُرفع سقوفها كما في قوله تعالى: ﴿وَقَصۡرٖ مَّشِيدٍ﴾ [الحج: 45] ﴿وَلَوۡ كُنتُمۡ فِي بُرُوجٖ مُّشَيَّدَةٖۗ ﴾ [النساء: 78] المُشَيَّدُ والمَشِيدُ: هو المرتفع، يعني: فلا تُرفع سقوفها أكثر من الحاجة، والظاهر أن هذا
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (448)، وابن حبان رقم (1615)، وأبو يعلى رقم (2454).
الصفحة 1 / 531
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد